سورة المؤمنون - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


{فذرهم في غمرتهم} حيرتهم وضلالتهم {حتى حين} يريد: حتى حينِ الهلاكِ بالسَّيف أو الموت.
{أيحسبون أنما نمدُّهم به} ما نبسط عليهم {من مال وبنين} من المال والأولاد في هذه الدُّنيا.
{نسارع لهم في الخيرات} نُعطيهم ذلك ثواباً لهم {بل لا يشعرون} أنَّ ذلك استدراجٌ، ثمَّ رجع إلى ذكر أوليائه فقال: {إنَّ الذين هم من خشية ربهم مشفقون} خائفون عذابه ومكره.


{والذين يؤتون ما آتوا} يُعطون ما يُعطون {وقلوبهم وجلة} خائفةٌ أنَّ ذلك لا يُقبل منهم، وقد أيقنوا أنَّهم إلى ربِّهم صائرون بالموت. وقوله: {وهم لها سابقون} أَيْ: إليها، ثمَّ ذكر أنَّه لم يُكلِّف العبد إلاَّ ما يسعه، فقال: {ولا نكلف نفساً إلاَّ وسعها} فمَنْ لم يستطع أن يصلي قائماً فليصلِّ جالساً {ولدينا كتاب} يعني: اللَّوح المحفوظ {ينطق بالحق} يُبيِّن بالصِّدق {وهم لا يظلمون} لا يُنقصون من ثواب أعمالهم.


ثمَّ عاد إلى ذكر المشركين فقال: {بل قلوبهم في غمرة} في جهالةٍ وغفلةٍ {من هذا} الكتاب الذي ينطق بالحقِّ {ولهم أعمال من دون ذلك} وللمشركين أعمالٌ خبيثةٌ دون أعمال المؤمنين الذين ذكرهم {هم لها عاملون}.
{حتى إذا أخذنا مترفيهم} رؤساءَهم وأغنياءَهم {بالعذاب} بالقحط والجوع سبع سنين {إذا هم يجأرون} يضجُّون ويجزعون، ونقول لهم: {لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون} لا تُمنعون، ولا ينفعكم جزعكم.
{قد كانت آياتي تتلى عليكم} يعني: القرآن {فكنتم على أعقابكم} على أدباركم {تنكصون} ترجعون القهقرى مُكذِّبين به.
{مستكبرين به} أي: بالحرم، تقولون: لا يظهر علينا أحدٌ؛ لأنَّا أهل الحرم {سامراً} سُمَّاراً باللَّيل {تُهْجِرُون} تهذون وتقولون الهُجر من سبِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
{أفلم يدبروا القول} يتدبَّروا القرآن، فيقفوا على صدقك {أم جاءهم} بل أَجاءهم {ما لم يأت آباءهم الأولين} يريد: إنَّ إنزال الكتاب قد كان قبل هذا، فليس إنزال الكتاب عليك ببديعٍ ينكرونه.
{أم لم يعرفوا رسولهم} الذي نشأ فيما بينهم وعرفوه بالصِّدق.
{أم يقولون} بل أيقولون {به جنة} جنونٌ {بل جاءهم} ليس الأمر كما يقولون، بل جاءهم الرَّسول {بالحق} بالقرآن من عند الله.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8